ويبلغ بالإمام زين العابدين التأكيد على كظم الغيظ تقية درجة يقول :
«وددت أنّي افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض ساعدي : النزق وقلّة الكتمان» (١)
وتزداد صفة العفو أهمية عند المقدرة ، وبالذات عند سيطرة فريق على آخر ، وما أحوج حكّام المسلمين اليوم الى هذه الصفة الإيمانية التي كانت رمز بقاء الإسلام وانتشار نوره ، أفلا تأسّوا برسولهم الكريم الذي عفى عن قريش بعد أن شنّت عليه (١٧) حربا بكلمة واحدة قائلا : «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وعفى عن قاتل حمزة عمّه الكريم ، بالرغم من أنّ قتله أحدث في فؤاده جرحا نازفا ، بل وعفى عن تلك المرأة اليهودية التي سمّته ، وسبّبت ـ بالتالي ـ في وفاته حسب بعض النصوص!
ويروي الإمام الباقر (ع) قصة عفوه عن اليهودية هكذا :
«إنّ رسول الله أتى باليهودية التي سمّت الشاة للنبي فقال لها : ما حملك على ما صنعت؟ فقالت : قلت : إن كان نبيّا لم يضرّه ، وإن كان ملكا أرحت الناس منه ، قال : فعفا رسول الله عنها» (٢)
إنّ خلق الرسول كان من أعظم أسباب انتشار نور الإسلام وعزّة المسلمين ، وقد قال (ص) :
«ما أعزّ الله بجهل قط ، ولا أذلّ بحلم قط» (٣)
__________________
(١) المصدر / ص (٤١٦) .
(٢) المصدر / ص (٤٠٢) .
(٣) المصدر / ص (٤٠٤) .