والرابعة : التبكيت الذي يلاحقهم من عند المؤمنين حيث يذكّرونهم بأنّهم خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة.
والخامسة : خلودهم في العذاب.
ولقد فقدوا أنصارهم الذين التفّوا حولهم في الدنيا فلا أحد ينصرهم هنالك في الآخرة.
بينات من الآيات :
[٤٤] في فاتحة الدرس وخاتمته نقرأ عن ضلالة الله ، وأنّ من يضلّه الله لا وليّ له ولا سبيل أمامه ، ولا ريب أنّ فقد الهداية أعظم مصيبة وأكبر خسارة ، وأنّ الله لا يضلّ أحدا إلّا بسبب ارتكابه جريمة كبيرة. أو ليس الله بأرحم الراحمين ، فكيف يحجب نور هدايته عن البشر وهو لا يملك هاديا سواه؟
وهنا يطرح السؤال التالي : لماذا لا تكون الهداية إلّا عبر النهج الإلهي؟
إنّ للهداية شروطا ثلاثة وهي :
أوّلا : وجود نور من عند الله يهدي الإنسان الى الطريق.
ثانيا : وجود إرادة عند البشر يتغلّب بها على شهواته وسائر العقبات التي تمنعه من رؤية النور.
ثالثا : انعدام الحجب التي تمنع النور ، كما الرؤية لا تتمّ إلّا بضياء وبصر وألّا يكون بينهما حجاب ساتر.
ولا تتوفّر هذه الشروط لبشر إلّا بإرادة الله تعالى. دعنا نفصّل القول في ذلك ،