جاء في الدعاء :
«اللهمّ ارزقني خشوع الإيمان قبل خشوع الذلّ في النار»
وحيث تبلغ الذلّة بالظالمين ذروتها يوم القيامة فهم لا يستطيعون الالتفات الى من حولهم بكامل نظرهم وأعينهم ، وبالذات أولئك الذين أظهروا أنفسهم مظهر المؤمنين ، وخدعوا الناس في الدنيا ، ولذلك فإنّهم حينما يريدون الالتفات الى الناس ، أو حتى مجرّد رفع طرفهم نحو الآفاق ، يختلسون النظرات ذلّة ومهانة.
(يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ)
بحيث لا يرون أحدا ، وهذه من طبيعة المجرم ، أو الإنسان حينما يصعد عنده الشعور بالذّل.
وقال البعض : إنّ شدّة العذاب تمنعهم من النظر إلى النار ، ولكنّهم ينشدّون إليها خوفا منها وفرقا ، ولذلك تراهم ينظرون إليها من طرف خفي ، كالذي حكم عليه بالإعدام ينظر الى المشنقة نظرا خفيّا ، بعكس الذي ينظر الى روضة غنّاء فإنّه يملأ منها عينيه.
أمّا الصالحون فإنّهم يستفيدون من هذا الموقف موعظة وعبرة ..
(وَقالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)
بسبب ظلمهم وضلالهم. لقد وفّر الله سبحانه فرصة عظيمة للإنسان حيث أعطاه قوى نفسه ، ومتعة بأهليه ، والظالمون يفقدون هذه الفرصة ، فلا يعملون بأنفسهم عملا صالحا حتى يستفيدوا من طاقاتهم يوم القيامة ، ولا يربّون أهليهم