ومن أوسع ملكا ممّن يملكهما ، ومن أنفذ ملكا ممّن خلقهما؟ أو ليست السموات مطويّات بيمينه؟ ثم إنّ ملكه لا يحدّ بالسموات والأرض ، لأنّه :
(يَخْلُقُ ما يَشاءُ)
دون أن يحقّ لأحد الاعتراض عليه أو السؤال.
وتتجلّى هذه المشيئة في مختلف جوانب الحياة ، ومن بينها تصرّفه في أعظم ما خوّله للإنسان من الملك وهو الولد.
(يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ)
فلا الذي يريد الله أن يكون نسله كلّهم إناثا قادرا على إنجاب الذكور ، ولا العكس. ولعلّ تقديم الإناث على الذكور كان للدلالة على أنّ البنت هي الأخرى هبة من الله عظيمة ، أو لأنّ الجاهليين كانوا لا يحبّون الإناث ، ولكن الله ـ بالرغم من ذلك ـ يهب الإناث ، فهو الواهب لما يشاء ، كيف يشاء ، أفلا يدلّ ذلك على سعة ملكه ، وشدّة هيمنته؟
[٥٠] (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً)
أي يجعل النسل من الجنسين الإناث والذكور.
(وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً)
فلا يهب له شيئا ، وهذه المشيئة ليست اعتباطية ، وإنّما تدخل ضمن حكمة الله وإرادته المطلقة.
(إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)