التي تستقبل كلمات الله التي لو ألقيت على الجبال لتصدّعت ولو وجّهت الى الموتى لتكلّموا أو الى الأرض لسارت سيرا.؟!
ولكن كيف ينزل الله كلماته على البشر؟ بواحدة من السبل التالية :
(وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً)
ما هو الوحي؟ حسب اللغة وموارد استخدام الكلمة أنّه قذف الحقيقة في القلب قذفا.
قال الشيخ المفيد : وأصل الوحي هو الكلام الخفي ، ثم قد يطلق على كلّ شيء قصد به إفهام المخاطب على الستر له عن غيره والتخصيص له به دون من سواه ، وإذا أضيف الى الله كان فيما يخصّ به الرسل (صلّى الله عليهم) خاصة دون سواهم على عرف الإسلام وشريعة النبي. (١)
وروي عن الإمام أمير المؤمنين (ع) أنّه قال في معاني الوحي :
«وأمّا تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى : (إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) وأمّا وحي الإلهام فهو قوله عزّ وجلّ : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) ومثله : (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِ) ، وأمّا وحي الإشارة فقوله عزّ وجل : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا)» (٢)
وما يجمع هذه المعاني وغيرها لكلمة الوحي هو الإلقاء إشارة وبنحو من
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج (١٨) ص (٢٤٩) .
(٢) المصدر / ص (٢٥٥) .