لسعادتك ، وتعمل في الثانية بتلك التجارب ، إنّما للإنسان فرصة واحدة ، وإذا مرّت فلن تعود أبدا ، وقد جرت سنة السابقين على أنّ من يتّبع الحق يسعد في الدنيا والآخرة ، وأنّ من يتّبع الباطل تنتهي حياته بالبأساء والضرّاء ، ويحيط به في الآخرة عذاب أليم .. وإنّ هذا يعطينا حافزا قويّا للبحث عن الحقيقة ، والنزوع عن حالة الاسترسال.
بينات من الآيات :
[١] (حم)
من الحروف المقطعة التي سبق أن فسّرناها.
[٢] (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ)
قسما بالكتاب الذي يحتوي على الحقائق ويبيّنها.
[٣] (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)
لعلّ الله قد جعل كتابه المنبعث من اللوح المحفوظ عربيّا للأسباب التالية :
أوّلا : إنّ لغة الضّاد أفضل لغات البشر إفصاحا عن الحقائق والضمائر ، واسمها (العربية) مشتق من الإعراب أي الإفصاح ، ولذلك فهي اللغة الأم عند الله التي بها نزلت كتب الله أصلا إلّا أنّها ترجمت عند الأنبياء بقدرة الله الى ألسنة أممهم ، وقد جاء في الحديث عن الإمام الباقر (ع) :
«ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا إلّا بالعربية ، فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم ، وكان يقع في مسامع نبيّنا بالعربية» (١)
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج (١٨) ص (٢٦٣) .