ويتناسب ذكر الإسراف والمحور الرئيسي للسورة وهو الالتزام بحدود معينة في الانتفاع بالحياة الدنيا.
[٦ ـ ٧] إنّ الرسول كالطبيب إنّما يزور المرضى ، كذلك تزداد فرص ابتعاث الأنبياء بالرسالات عند انحراف الناس واتخاذهم شريعة الإسراف سبيلا.
هكذا بعث الله الأنبياء الى الناس سابقا ، وهكذا مضت سنته.
(وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ)
إلّا أنّهم كانوا يواجهون بالاستهزاء ، ولعل الاستهزاء أسوء اعتادت موقف عليه الأمم ، لأنه موغل في الصلف.
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
والاستهزاء بالرسل عادة مضت في الأوّلين ، كما أنّ ابتعاث الرسل سنة إلهيّة.
[٨] ولكن منع هذا الاستهزاء جريان سنة الله في بعث الرسل أو في إهلاك المستهزئين؟ كلّا .. لأنّ الله لا يضرّه كفر من كفر ، كما لا ينفعه إيمان من آمن.
(فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً)
فلقد أخذ الله من هو أشدّ جلدا وأكثر عددا من العرب المكذبين ، والآية تشير إلى ضعة الجاهليين العرب وضعفهم لعلّهم يستفيقون عن جنون كبرهم وغرورهم ، ولا يستهزءون برسالات ربهم ، ولا يسترسلون مع تقاليدهم العفنة في الشرك والفساد والإسراف.