ذلك زوّده بهبة العقل يستطيع أن يسخّر بها الأشياء ، فتراه يصنع السفينة ، ويمتطي صهوة الطيارة والصاروخ ، بل ويسخّر حتى الأحياء من حوله لخدمته ، كالأنعام ، والكلاب ، والدلافين و.. و..
ولو لا هبة العقل هل كان يستطيع ذلك؟ كلّا .. ألم تر كيف يقود طفل قطيعا من الإبل؟
لذلك عند ما يمتطي الإنسان صهوة فرسه ، أو يستقلّ متن سفينة ، عليه أن يذكر الله فيقول :
سبحان الله الذي سخر لنا هذا ، وما كان لنا أن نسخرها إلا بإذنه سبحانه.
إنّ المؤمن ينظر إلى الأرض باعتبارها أمّه ، وينظر الى النخل والشجر معتبرا إيّاها عمّاته ، وينظر الى الشمس والقمر معتبرا إيّاهما خلقان لله ، ويجريان بأمره طائعين ، والإسلام ربطنا بالطبيعة من حولنا ، فهناك دعاء لركوب الدّابة ، ودعاء لظهور الهلال ، ودعاء إذا سمعت الرعود ، و.. و.. ، وقد كان رسول الله (ص) يتعبّد الله ، وينظر الى النجوم متفكرا فيها ، ويتلو هذه الآيات : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) ... (١) .
بينات من الآيات :
[١٢] (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها)
__________________
(١) آل عمران / (١٩٠ ـ ١٩١) .