فالنعمة التي أعطيناها ليست دائمة ، ونحن مسئولون عنها يوم القيامة ، لأنّ الله إنّما أعطاكها لهدف مقدّس سام ، وهو أن تعمل بمنهجه وبمقتضى أوامره.
وفي الآية ومضة أدبيّة فكما المسافر ينقلب ألى أهله كذلك الإنسان ينقلب ألى ربّه.
وحول هذا الموضوع جاءت طائفة من الأحاديث ، فعن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : هل للشكر حدّ إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال : «نعم» ، قلت : ما هو؟ قال : يحمد الله على كل نعمة [أنعمها] عليه في أهل ومال ، وإن كان فيما أنعم عليه من ماله حق أدّاه ، ومنه قوله عزّ وجل (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) ، ومنه قوله تعالى : (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ) ، وقوله : (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) (١)
وعن أبي الحسن (ع) : «... وإن خرجت برّا فقل الذي قال الله عزّ وجل (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) ، ف إنّه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابّة فيصيبه شيء بإذن الله» (٢)
وروي عن معاوية بن عمّار عن أبي عبد الله (ع) قال : «إذا استويت على راحلتك ، واستوى بك محملك ، فقل : الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ومنّ علينا بمحمد (ص) ، (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) والحمد لله ربّ العالمين. اللهمّ أنت الحامل على الظهر ، والمستعان على الأمر ، اللهمّ بلّغنا بلاغا يبلغ الى خير ، بلاغا الى مغفرتك ورضوانك ، اللهمّ لا طير
__________________
(١) البرهان / ج ٤ / ص ١٣٦
(٢) المصدر / ص ٥٩٣