يشاء لا المخلوقون وثانيا : بأنّ الله قد قسم بينهم معايشهم حسب حكمته ، وإنما رفع بعضهم على بعض لكي يتخذ بعضهم بعضا سخريّا (وليس للغني في غناه كرامة ، ولا على الفقير في فقره هوان) وثالثا : بأنّ رحمة الله (المتمثّلة في رسالاته وجزائه) خير مما يجمعون من مال وزخرف.
(ويمضي السياق قدما في تهوين شأن الدنيا وليقتلع من النفوس مقياس الغنى في تقييم الحقائق ، ويقول :) لولا أن يكون الناس على الضلالة جميعا بإغراء زخرف الدنيا لجمع الدنيا كلّها للكفار ، فجعل لبيوتهم سقفا من فضة وسلالم يعرجون عليها (الى الطوابق العليا) وجعل أبواب بيوتهم وسررها من فضة ، وأحسن تأثيث منازلهم بالزخرف. ثم ماذا بعد كلّ ذلك؟ إنّما ذلك متاع زائل للحياة الدنيا ـ بينما تصفي الآخرة لمن اتقى ربّه ـ .
بينات من الآيات :
[٢٦] ضمن سياق هذه السورة التي تتحدّث عن تصحيح العلاقة بين الإنسان وما حوله من بشر وطبيعة ، يبين لنا السياق القرآني العلاقة المثلى بين الإنسان وبين آبائه ، فعلاقته يجب أن تكون مع القيم قبل العلاقة بالماضي بما فيه من خير وشر .. لماذا؟ لأنّ الإنسان لا يكتسب القدسية بمجرد مرور الزمان عليه ، ولأنّنا وهم أمام الله شرع سواء ، وإنما قيمتنا جميعا باتباع ما أمرنا الله به.
ولولا هذه العلاقة المجرّدة عن التقديس لما قدرنا الانتفاع بتجاربهم ، وكيف نتقي الأخطار التي أحدقت بهم وأهلكتهم ، وما هي بدايات انحرافهم ، وما هي عاقبته؟
كما أنّ العلاقة السليمة الى التاريخ تجعلنا نعيش واقعنا بصورة أفضل ، فمن الناس من تجده يهرب من حاضره الى ماضيه ، ولا يرى إيجابيات عصره ، ولا