السوء الذي أضلّه : يا ليت كنّا متباعدين في الدنيا كما تباعد المشرق عن المغرب ، ولكن هيهات لا ينفع يومئذ التبرّي من قرينه الذي يلازمه الى الأبد.
وحين يضلّ الله أحدا لا تنفعه دعوة الرسول أو عظة الناصحين. أو يسمع الأصمّ ، أو يهتدي الأعمى ، ومن هو في ضلال بعيد؟! (بهذا يشير الذكر الى مسئولية الإنسان عن هداه أو ضلالته) .
أمّا الرسول فما عليه إلّا البلاغ فإذا عذّب الله أولئك الضلّال بعد أن يذهب به أو في حياته فإنّ الأمر بيد الله يعذّبهم آجلا أو عاجلا.
إنّما عليه (وعلينا نحن التابعين له) أن يستمسك بالوحي (ولا تزلزله دعايات المترفين) فهو على صراط مستقيم.
إنّ القرآن هو ذلك الذكر الذي يعالج أمراض القلب ، والتي يجمعها حبّ الدنيا ، وهو للرسول أوّلا ، ولقومه الأقرب فالأقرب ، وسوف يسألون جميعا عنه.
(وهو الشرف الذي يسمو على شرف المال والجاه عند قريش ، لأنّه يدخل المؤمن حصن التوحيد ، ويفكّ عنه أغلال الشرك) .
والتوحيد هو رسالة الأنبياء (وهو يتنافى والخضوع لأصحاب القوّة والثروة) .
بينات من الآيات :
[٣٦] كيف نواجه إغراء المادّة ، ونتجاوز الافتتان بما لدى الكفّار من مظاهر القوّة ، وزخرف الحياة؟ إنّ الإنسان من تراب وكلّ شيء يحنّ الى أصله ، فحبّ الدنيا عميق في كيان الإنسان وهو رأس كلّ خطيئة ، فكيف الخلاص منه؟