ءآلهتنا خير أم هو؟ وهم يعلمون مقام عيسى ، ولكنّهم إنّما جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق.
ثم يتابع السياق حديثه عن عيسى ـ عليه السلام ـ الذي جعله الله مثلا لبني إسرائيل ، فيقول : (إنّ أعظم فضائله كانت في عبوديّته لله!) فهو عبد أنعم الله عليه ، وكانت دعوته الى الله الواحد (كما دعوة كلّ الرسل) وإنّما جاء ليعلّم بني إسرائيل الحكمة ، ويفصل بين خلافاتهم ، ولكنّهم عادوا واختلفوا فيه ، فويل للظالمين من عذاب أليم.
ويختم الدرس بالإنذار من الساعة التي تأتيهم بغتة وهم لا يشعرون.
بينات من الآيات :
[٥٧] يتّبع القرآن الحكيم منهجا رائعا حين يفصّل القول في موضوعة هامة عبر سورة واحدة أو سور شتّى ، ثم يجمله مشيرا إلى ذلك التفصيل ، وهكذا ينبغي أن يتّبع المتدبّر منهج النظرة الشموليّة الذي أشارت إليه النصوص ، بأن يفسّر بعض القرآن ببعضه ، ويعيد متشابهاته الى محكماته ، ولا يجعل القرآن عضين يأخذ ببعضه ويترك بعضا.
وهنا يجمل القرآن حديثه عن النبي عيسى ـ عليه السلام ـ كما جعله مثلا يحتذي لنبي إسرائيل ، كما ضرب مثلا للعرب لعلّهم به يهتدون إلى نوع القيادة الذي أمروا باتباعه.
لقد رفع الله شأن ابن مريم حين خلقه من غير أب ، وجعله يكلّم الناس في المهد صبيّا ، وآتاه الكتاب والحكمة ، وجعله مباركا.
ولقد أكرمه الله بالزهد في الدنيا ، والخلق الرفيع ، وتلك هي قيم الوحي الحق ،