المنتظر ـ عليه السلام ـ بعد ظهوره.
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)
جاء في النصوص المتظافرة عن الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ : «ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم : تعال صلّ بنا ، فيقول : لا. إنّ بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأمّة» (١)
(فَلا تَمْتَرُنَّ بِها)
أي فلا تشكّوا ، وإنّما يشك الإنسان حين يجعل علمه جهلا بالتكاسل عن العمل ، كما قال الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ : «لا تجعلوا علمكم جهلا ، ويقينكم شكّا ، إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقّنتم فأقدموا» (٢)
ولعلّ الحكمة في التأكيد على النهي من الشك هي أنّ الحقائق العظمى تحمّل الإنسان مسئولية كبيرة ، ولكي تهرب النفس منها تستجير بالشك والارتياب : من يقول أنّ الساعة قائمة ، ومن يقول أنّ الناس يبعثون ..
وعيسى ـ عليه السلام ـ كان كلّ شيء فيه دليلا على الساعة ، فقد ولد من غير أب ، ثم رفع الى السماء دليلا على قدرة الله التي لا تحدّ ، ثم انّه كان دائم التذكرة بالآخرة ، وقد اتخذ من الزهد في الدنيا منهجا لحياته ، ومحورا لدعوته.
(وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ)
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ـ ص (٦١١) نقلا عن مجمع البيان ثم قال : أورده مسلم في الصحيح وفي حديث آخر : كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم وإمامكم منكم.
(٢) نهج البلاغة / حكمة (٢٧٤) ص (٥٢٤) .