واتباع الرسول دليل الإيمان بالساعة ، فمن أيقن بها وفكّر كيف ينقذ نفسه من ويلاتها ، فسوف لا يجد صراطا مستقيما الى الجنة والرضوان غير رسالة الرسول وحسن اتباعه فيها.
و «هذا» إشارة الى رسالة الله المتمثّلة في القرآن.
[٦٢] (وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ)
فيجعل بينكم وبين الصراط المستقيم حواجز التكبّر ، والعزّة بالإثم ، أو حواجز الدم واللغة .. وهكذا ، وقد تكون نفسك أو صديقك أو حتى زوجتك هم شيطانك الذي لا يفتأ يصدّك عن الصراط المستقيم.
إنّ الشيطان وما فتأ حتى الآن يجعل بينك وبين الرسل أو من يخلّفه حواجز من التهم والشائعات والشبهات ، وهكذا تجد أجهزة الطاغوت يلمّعون الوجوه الخبيثة ، ويشوّهون صور الرسل والشخصيات الرسالية.
(إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)
فقد يأتي إليكم بصفة الناصح ، وهو لكم عدو مبين ، وهو يمكر ويكيد ويزيّن ويغرّ ، ويأتي الإنسان من بين يديه ومن خلفه ، وبالتالي إنّه قد عقد العزم على إغواء أبناء آدم ، جاء في الحديث : «إنّ الشيطان يسنّي لكم طرقه ، ويريد أن يحلّ دينكم عقدة عقدة ، ويعطيكم بالجماعة الفرقة ، وبالفرقة الفتنة ، فاصدفوا عن نزعاته ونفثاته» (١) .
[٦٣] (وَلَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ)
__________________
(١) نهج البلاغة / خ (١٢١) ص (١٧٨) .