وهو جوهر الرسالة ، الذي يصدّقه عقل الإنسان وفطرته .. ورأس الحكمة توحيد الله ، ومخافته ، والتوكّل عليه ، والتحابب فيه ، والإحسان الى الناس ابتغاء رضوانه ، وهذه هي وصايا الأنبياء (عليهم السلام) وبالذات النبي عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ
فلقد جاء في بعض مواعظه :
«بحقّ أقول لكم : إنّ أرواح الشياطين ما عمّرت في شيء ما عمّرت في قلوبكم ، وإنّما أعطاكم الله الدنيا لتعملوا فيها للآخرة ، ولم يعطكموها لتشغلكم عن الآخرة ، وإنّما بسطها لكم لتعلموا أنّه أعانكم بها على العبادة ، ولم يعنكم بها على الخطايا.
بحقّ أقول لكم : إنّ الأجر محروص عليه ، ولا يدركه إلّا من عمل له.
بحقّ أقول لكم : إنّ الشجرة لا تكمل إلّا بثمرة طيّبة ، كذلك لا يكمل الدّين إلّا بالتحرّج عن المحارم.
بحقّ أقول لكم : إنّ الزرع لا يصلح إلّا بالماء والتراب ، كذلك الإيمان لا يصلح إلّا بالعلم والعمل.
بحقّ أقول لكم : إنّه لا يجتمع الماء والنار في إناء واحد ، كذلك لا يجتمع الفقه والغي (وفي نسخة : والعمى) في قلب واحد.
بحقّ أقول لكم : إنّ النفس (الشمس) نور كلّ شيء ، وإنّ الحكمة نور كلّ قلب ، والتقوى رأس كلّ حكمة ، والحقّ باب كلّ خير ، ورحمة الله باب كلّ حق ، ومفاتيح ذلك الدعاء والتضرّع والعمل ، وكيف يفتح باب من غير مفتاح» (١) .
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج (١٤) ص (٣١٦) نقلا عن تحف العقول.