الثالثة : السامريين نفوا الكتب التي أضيفت الى الكتب الموسويّة في العهود المتأخرة.
الرابعة : طائفة الآسين وقد تأثّروا ببعض المذاهب الفلسفية (١) .
وقد جاء عيسى بن مريم ينفي كلّ هذا التكلّف في الدين ، ويعيد الناس الى عبادة ربّهم الواحد ، ويأمرهم بالاهتمام بروح الدين وليس حدوده فقط ، فقال فيما قال : «أيّها القادة العميان الذين يحاسبون على البعوضة ، ويبتلعون الجمل!! إنّكم تنقّون ظاهر الكأس والصفحة ، وهما في الباطن مترعان بالرجس والدعارة ، ويل لكم أيّها الكتبة والفريسيّون المراؤون. إنّكم كالقبور المبيضّة ، خارجها طلاء جميل ، وداخلها عظام نخرة» (٢) .
وخاطب الجماهير ، وتحدّث عن العلماء الفجّار ، قائلا :
بحقّ أقول لكم : إنّ شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه ، فأحبّها وطلبها ، وجهد عليها حتى لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل ، وماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها ، كذلك لا يغني عن العالم علمه إذا هو لم يعمل به. ما أكثر ثمار الشجرة ، وليس كلها ينفع ويؤكل ، وما أكثر العلماء ، وليس كلّهم ينتفع بما علم ، وما أوسع الأرض ، وليس كلّها تسكن ، وما أكثر المتكلّمين ، وليس كلّ كلامهم يصدق ، فاحتفظوا من العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف ، منكّسوا رؤوسهم الى الأرض ، يزوّرون به الخطايا ،
__________________
(١) في ظلال القرآن ، بتصرّف وإيجاز / ص (٣٤٨ ـ ٣٤٩) نقلا عن «عبقرية المسيح» للعقاد / الطبعة السابعة ـ دار احياء التراث العربي.
(٢) المصدر.