[٧٩] لا ينفع التحدّي والعناد شيئا ، لا بدّ من التسليم والطاعة ، وإذا زعم الكافرون أنّهم قادرون على مواجهة الحق وأهله ، بالكيد المتين ، والعزم الشديد ، والمكر الخفي ، فليعلموا بأن الله أمتن كيدا ، وأشدّ عزما ، وهو خير الماكرين.
(أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ)
إذا كانوا قرّروا أن لا يؤمنوا بالله ، فقد قرّرنا وأبرمنا أمرا ، فكان أمرنا أنّهم في النار خالدون ، ماكثون فيها خاسئون ، والإبرام هو القرار الذي لا تراجع فيه أو تردّد.
[٨٠] بعد أن قهر الله كبرياءهم ، بإنذارهم بنار جهنم ، وتصوير ذلّهم وخزيهم ، وردّ طلباتهم حتى بالإعدام للنجاة من عذاب النار .. وبعد أن أوصل ذلك بإنكار الحق وهدّدهم بأنّ تحدّيه لا يجديهم نفعا وانبأنا بأنّ كراهية الحق حالة عامة وعلينا معالجتها في أنفسنا ، بالخوف من عاقبة الكفر بالحق.
أقول بعد أن أسقط ربّنا هذه الحواجز التي تفصل البشر عن الإيمان بالحق ، أخذ ينسف تبريرا يحتمي الى ظلّه الكفّار ، حين يزعمون أنّهم قادرون على إخفاء كفرهم عن الله بالنفاق.
(أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى)
نسمع سرهم الذي يحدثون أنفسهم به فقط ونجواهم الذي يتحدثون به في مجالسهم الخاصة.
(وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)
وليس رسل الله يكتبون عليهم أعمالهم فقط ، بل وهم «لديهم» عندهم