حاضرون وفي الروايات : ان الملائكة الكتبة تجلس في حنك الإنسان ، فما يلفظ من قول الا كان عليه رقيب عتيد.
ولكي نقتلع جذور النفاق من أنفسنا فليس أفضل من استشعار علم الله بالسر والنجوى.
جاء في الدعاء : «إلهي وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدّرتها ، وبالقضية التي حتمتها وحكمتها ، وغلبت من عليه أجريتها ، أن تهب لي في هذه الليلة ، وفي هذه الساعة ، كلّ جرم أجرمته ، وكلّ ذنب أذنبته ، وكلّ قبيح أسررته ، وكلّ جهل عملته ، كتمته أو أعلنته ، أخفيته أو أظهرته ، وكلّ سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين ، الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني ، وجعلتهم شهودا عليّ مع جوارحي ، وكنت أنت الرقيب عليّ من ورائهم ، والشاهد لما خفي عنهم ، وبرحمتك أخفيته ، وبفضلك سترته» (١)
[٨١] وعاد القرآن ينفي الشرك ، وأن يكون للرحمن ولد ، لكي لا يظنّ الإنسان أنّ بمقدوره الفرار من حكومة الله الى ظلّ الشركاء ، كلا ... ليس أمام البشر إلّا طريق واحد ، هو طاعة الله ، وتحمل مسئوليّاته.
ثم انّ سورة الزخرف تطهر قلب الإنسان من عبادة الثروة والسلطة ، بينما الشرك تجسيد لهذه العبادة ، فالمشركون أنّما عبدوا الأنداد لأنّهم زعموا أنّها رمز المال والبنين ، وهكذا نجد السياق فيها يدحض الأفكار الشركية ، ويستجلي بصائر التوحيد.
ومن تلك الأفكار ما زعمته النصارى في نبيّهم أنّه ابن الله ، وقد بيّن القرآن إنّما هو عبد أنعم الله عليه ، ولكي يحصّن القرآن المسلمين من الغلوّ في دينهم ، كما
__________________
(١) دعاء كميل