كلا .. إذا كانت الولادة صحيحة ـ وهي غير صحيحة ـ فإنّ الأقرب الى الله هو الرسول ، وليس أصحاب المال ، ونحن حين نرى أقرب الناس الى الله أشدّهم خوفا منه ، وأكثرهم عبادة له ، وأعظمهم تمسّكا بالدّين ، فإنّنا نهتدي ألّا شريك له ، ولا يجوز لغير الرسول ـ بطريقة أولى ـ أن يتهرّب من المسؤولية بدعوى أنّه ابن الله أو منتم الى ابن الله.
إنّ من أهمّ الدواعي الى الغلوّ في الدّين ، وادّعاء الصلة النسبية بين ربّ العرش سبحانه والأنبياء عليهم السلام (كعزير عند اليهود ، والمسيح عند النصارى) التهرّب من المسؤولية ، بدعوى أنّ ابن الله ينجيهم من عذاب الله ، ويفديهم بنفسه للخلاص من نقماته ، وبدعوى أنّهم أولاد الله ، بانتمائهم نسبيّا أو سببيّا الى الله.
ألم يزعم اليهود أنّهم أبناء الله وأحبّاؤه؟ أو لم يتخذوا من تلك العقيدة الفاسدة تبريرا لعدوانهم على سائر الناس ، والقول بأنّه ليس عليهم في الأميّين سبيل؟! كذلك زعم الجاهليّون العرب أنّ انتسابهم الى إبراهيم الخليل (ع) يكفيهم فخرا،ومن الله قربى!
أو لم يزعم بعض المسلمين أنّ مجرّد حبّهم للرسول وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله) وأصحابه يغنيهم عن العمل؟!
كلا .. ليس للرحمن ولد ، والدليل على ذلك أنّ الرسول هو أوّل العابدين لله ، وإذا كان له ولد لم يكن أوّل من يعبد الله ، ذلك الرسول الأقرب الى الله.
والملائكة ليسوا أولاد الله ، لأنّهم عباده المكرمون ، لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون.
وعيسى (ع) ليس ولد الله ، لأنّه ليس إلّا عبدا أنعم الله عليه.