ثم خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتّى ، وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون وتحمدون وتهلّلون وتكبّرون وتمجّدون وتقدّسون ، فنسبّح ونقدّس ونمجّد ونكبّر ونهلّل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم ، فما أنزل من الله فإليكم ، وما صعد الى الله فمن عندكم ، فلم لا نعرفكم؟» (١)
وجاء في الرواية عن المفضّل عن أبي عبد الله (ع) قال : «يا مفضّل! أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى بعث رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهو روح إلى الأنبياء (ع) وهم أرواح قبل خلق الخلق بألفي عام؟ قلت : بلى. قال : أما علمت أنّه دعاهم الى توحيد الله ، وطاعته ، واتباع أمره ، ووعدهم الجنة على ذلك ، وأوعد من خالف ما أجابوا إليه وأنكره النار؟ فقلت : بلى» (٢)
وعن أبي عبد الله (ع) قال : إنّ بعض قريش قال لرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : بأي شيء سبقت الأنبياء وفضّلت عليهم ، وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ قال : إنّي كنت أوّل من أقرّ بربّي جلّ جلاله ، وأوّل من أجاب ، حيث أخذ الله ميثاق النبيّين ، وأشهدهم على أنفسهم : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا : بَلى» فكنت أوّل نبي قال : بلى ، فسبقتهم الى الإقرار بالله عزّ وجل (٣)
وفي الدعاء عن الامام الهادي (ع) يصف الرسول (ص) وآله : «خلقكم الله أنوارا فجعكم بعرشه محدقين» (٤)
[٨٢] (سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)
لو أنّهم عرفوا شيئا من عظمة ربّهم لما خرقوا له بنين وبنات ، ولما شبّهوه
__________________
(١) بح / ج ١٥ ص ٨
(٢) المصدر / ص ١٤
(٣) المصدر / ص ١٥
(٤) الزيارة الجامعة.