[٨٤] إنّه الله الذي وسعت رحمته وقدرته وهيمنته وتدبيره السموات والأرض ، يدبّرهما بذات النظام الحسن الحكيم ، فلا فطور ولا خلل لا في أصغر موجود ولا أكبر.
إنّ وحدة التدبير دليل على وحدة الخالق ، ووحدة الحاكم والمهيمن ، وهي حجة بالغة ضد أولئك الذين زعموا أنّ للأرض آلهة وللسماء إله ، فما لله لله وما لقيصر لقيصر ، كلا .. كلّ شيء لله ، واليه المصير.
(وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ)
وآيات الله تهدينا الى بالغ حكمته وعلمه.
(وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)
وهل ينبغي أن يخرق لله ولد أو يشرك به شيء؟ كلا .. والعجيب أنّ حالة الجدل قد بلغت بالبعض الى اتخاذ هذه الآية الكريمة مادة للجدل ، كما جاء في الحديث التالي :
في الكافي عن هشام بن الحكم قال : قال أبو شاكر الديصاني : إنّ في القرآن آية هي قولنا ، قلت : وما هي؟ فقال : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) ، فلم أدر بما أجيبه ، فحججت فخبرت أبا عبد الله ـ عليه السلام ـ فقال :
«هذا كلام زنديق خبيث ، إذا رجعت اليه فقل : ما اسمك بالكوفة؟ فإنّه يقول : فلان ، فقل له : ما اسمك بالبصرة؟ فإنّه يقول : فلان ، فقل : كذلك الله ربّنا ، في السماء إله ، وفي الأرض إله ، وفي البحار إله ، وفي القفار إله ، وفي كلّ مكان إله» .