قال : فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته ، فقال : هذه نقلت من الحجاز! (١)
[٨٥] (وَتَبارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما)
وهذه الآية تجيب على إشكال سابقتها ، فهو إله في السماء ، وإله في الأرض ، إلّا أنّ السموات والأرض ملكه ، وتحت قبضته .. وتبارك مصدر البركة.
(وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
[٨٦] وحين تقوم الساعة ، ونرجع الى الله ، فهل يملك الشركاء المزعومين الشفاعة؟ كلا ..
(وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
كما أنّه في عالم التكوين ليس هناك الله وابنه ، فكذا في عالم التشريع ، فإنّه لا شفيع عند الله إلّا من شهد بالحق ، فالفضل آنئذ لله ، والقدرة له وحده ، وهو يمنع من قدرته ما يشاء دون أن تنقص قدرته مقدار ذرّة ، ومن دون أن يصير ذلك صاحب قدرة ذاتيّة ، وليس باستطاعة أحد أن يقف أمام الله ، فالكلّ مهما أوتوا عبيد له سبحانه ، وإنّه لا يشفع أحد لأحد إلّا من شهد بالحق.
وفي الرواية عن رسول الله (ص) قال في هذه الآية : «هم الذين قد عبدوا في الدنيا ، لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم» (٢)
[٨٧] وهؤلاء الذين عبدوا غيره ، ولم يشفع لهم أحد ، لأنّ الله لا يقبل الشفاعة
__________________
(١) المصدر
(٢) تفسير البرهان / ج ٤ ـ ص ١٥٦