الآخرين ليس استخدام منطق القوة وإنّما استماعها والإصغاء لصاحبها ، فإن كانت خاطئة فليس ذلك مما يضرّ السلطة إذا كانت على الحق ، وإن كانت صادقة وسليمة فيجب إتباعها والانتفاع بها ، وإلّا فإنّ العاقبة ستكون غير محمودة إذا رفض الإنسان الحق.
(وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ)
وهو الذي يتحمّل مسئولية رأيه وموقفه.
(وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) .
هكذا تساءل مؤمن آل فرعون : لماذا تقتلون موسى؟ فهو إن كان كاذبا لم نخسر نحن شيئا ، وإن يكن صادقا فالأمر خطير بالنسبة لكم؟ وكان هذا السؤال كافيا لو انطلق منه فرعون وحاشيته أن يوصلهم الى الحق ، ولكنّ الشك المنهجي لا ينفع الذين حجبت شهواتهم عقولهم ، وأرادوا الإسراف في اللّذات ثم تبريرها بالأعذار والأسباب الكاذبة.
(إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ)
فقلبه متجه الى الشهوات كلية.
(كَذَّابٌ)
يستخدم لسانه في تبرير شهواته ، والخلط بين الحق والباطل وهذه من أخطر المشاكل التي يبتلى بها الإنسان ، ولذلك قال رسول الله (ص) : «أعوذ بالله من قلب مطبق ولسان مطلق» .
[٢٩] ويبيّن المؤمن السبب الذي جعل فرعون وقومه يكفرون بموسى (ع) وهو