وقضت عليه. (١)
ومن جملة الآثار النفسية التي يخلّفها العناد والإصرار على ممارسة السيئة الصدّ عن سبيل الله.
(وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ)
وهو القيادة الرسالية التي تمثّل رسالة الله ، والتي تهدي البشر الى ربّه الرحيم ، وهل يخضع المتكبر الى الحق ، أو هل يرتضي الجبّار العدل؟ كلّا .. إذن فهو سوف يتبع الباطل في الحياة ، وحيث رفض السبيل الى الله (القيادة الرسالية) فسوف يحاربها ويكيد لها.
ولكن سنّة الله وإرادته فوق محاولات فرعون الفاشلة لإطفاء نوره عزّ وجل.
(وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ)
أي يحوطه الفشل والخسران من كلّ جانب.
[٣٨] وهنا يبرز على مسرح الأحداث مرة أخرى مؤمن آل فرعون الذي كتم إيمانه ثم تحدّى به الطاغوت في اللحظة المناسبة فحاز على فضيلة الكتمان وفضيلة التحدّى معا ، وهي كلمة الحق عند السلطان الجائر. ونحن إذا تعمقنا في قصة هذا المؤمن من خلال القرآن الحكيم ، نعرف حينها المعنى الحقيقي للتقيّة في الإسلام ، ويجب أن نبلور هذا المفهوم لأنّ التقاة تحوّلت لدى الكثير الى تبرير للتقاعس والنكوص عن الجهاد ، بينما التقية (التقاة) في مفهوم الرسالة هي العمل والجهاد المركّز والمستمر بعيدا عن أعين الطغاة حتى تحين لحظة التحدّي الكبير. وهل يحتاج
__________________
(١) نقلا عن موسوعة بحار الأنوار / ج ١٣ ص ١٢٥.