(لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ)
وحفظة الجحيم.
(ادْعُوا رَبَّكُمْ)
ونتساءل : لماذا لم يبادروا بالدعاء بأنفسهم؟ يبدو أنّه لا يحقّ لهم يومئذ التحدّث مباشرة مع ربّ العزة كما كان يحقّ لهم في دار الدنيا ، وإنها لفرصة نادرة ينبغي أن ننتهزها اليوم قبل فوتها غدا ، وقد جاء في الدعاء المأثور :
«اللهم أذنت لي في دعائك ومسئلتك ، فاسمع يا سميع مدحتي ، وأجب يا رحيم دعوتي» (١)
وسوف نتحدث إن شاء الله عن الدعاء وفضيلته قريبا.
(يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ)
فبعد أن فشلوا في إلقاء جانب من العذاب على بعضهم بحجة أنّهم السبب فيه ، حاولوا التخفيف في برهة زمنية ، مثلا بمقدار يوم من أيام الدنيا ، وهل كان ينفعهم التخفيف في يوم لو عادوا مرة أخرى الى النار؟! كلا .. ولكن لسوء العذاب وشدّة الألم كانوا يحاولون التخلّص منه بأيّة حجة ، ولكن عبثا.
[٥٠] لقد جاء رفض الخزنة لطلبهم كالصاعقة صدعت أفئدتهم ألما ، ليس فقط لأنّ بصيص الأمل الوحيد تبدّل عندهم إلى اليأس ، وإنّما أيضا لأنّه حفل بالشماتة ، ممّا أضاف ألما نفسيّا الى آلامهم الجسمية.
__________________
(١) دعاء الافتتاح من أدعية شهر رمضان.