يقال : بأنّ القيادة أعرف وأنّ الملوك أعلم بالصلاح وأبخص. كلا .. إنّ كلّ بشر مسئول بصورة مستقلة يوم القيامة عن كلّ مواقفه وأعماله.
[٤٨] وهكذا يسدل الستار على هذه المحاجة عند ما يكشف المستكبرون عن مدى عجزهم.
(قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها)
نحن وأنتم ، فكيف نستطيع إنقاذكم ونحن لا نستطيع إنقاذ أنفسنا منها.
(إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ)
ولا أحد بقادر على أن يفرّ من حكومة الله.
وهكذا كشف السياق بأنّ الذين يدعون من دون الله ليست لهم دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأنّهم جميعا في النار ، كما بيّن السياق : نهاية الخضوع للطاغوت أنّها المشاركة معه في النار ، بينما عاقبة الثائرين عليه ، أنّ الله يحفظهم من مكر الطاغوت ، كما وقى مؤمن آل فرعون سيئات ما مكروا.
[٤٩] وبعد أن يقنط أهل النار من شفاعة بعضهم ، يدفعهم الألم الى التوسل بخزنة جهنم ، وهم الملائكة الغلاظ الشداد الذين وكّلوا بهم ، وكلّفوا بالإشراف على تعذيبهم ، فيتوسل بهم أصحاب النار لعلّهم يشفعون لهم عند ربّهم ليخفّف عنهم يوما من النار.
(وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ)
سواء المستكبرون منهم والضعفاء.