يقولون : إنّها في نار الخلد ، وهم لا يعذّبون فيما بين ذلك ، فقال : فهم من السعداء! فقيل له جعلت فداك! فكيف هذا؟ فقال : إنّما هذا في الدنيا ، فأمّا في نار الخلد فهو قوله : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (١)
وحسب هذا التفسير فإنّ أرواح الكفّار تعذّب في البرزخ بعذاب أخفّ من عذاب الآخرة ، ولذلك روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه سئل عن أرواح المشركين؟ فقال : في النار يعذّبون ، يقولون : ربّنا لا تقم الساعة ، ولا تنجز لنا [ما] وعدتنا ، ولا تلحق آخرنا بأولنا (٢)
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ)
[٤٧] ويبقى السؤال : لماذا أدخل الله كلّ آل فرعون أشدّ العذاب ، بينما المجرم الأصلي هو فرعون وجنوده؟
الجواب : إنّ الضعفاء منهم خضعوا لفرعون ، ورضوا به ، فشاركوه الجزاء الشديد ، ولم ينفعهم تبريرهم بأنّهم كانوا أتباعا لفرعون زاعمين أنّ فرعون والمستكبرين يتحمّلون عنهم وزر أعمالهم ، كلا ..
(وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ)
هنالك تسقط هذه الأعذار الواهية التي يحاول الضعفاء تبرير سكوتهم عن المستكبرين بها.
كما يقال مثلا : أنا عسكري وعليّ طاعة قيادتي ، أو يقال : المأمور معذور ، أو
__________________
(١) المصدر / ص ٥٢٣.
(٢) المصدر / ص ٥٢٣.