رابعا : التسليم للحق ، والاستعاذة بالله من الكبر الذي يبعث البعض نحو المجادلة في آيات الله بغير سلطان أتاهم ، ذلك أنّ هذا الكبر (الذي ينشأ من النزوع نحو الربوبية) لا يبلغه الإنسان أبدا ، وما قيمة الإنسان حتى يتكبّر على ربّه؟! أولا يرى أنّ الله خلق السموات والأرض وهنّ أكبر منه؟! ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.
خامسا : العمل الصالح ، ذلك لأنّه لا يستوي الأعمى والبصير ، كما لا يستوي المسيئون والصالحون ، وأنّ الله يجازي كلا بعمله يوم تقوم الساعة ، وبالرغم من أنّها لا ريب فيها إلّا أنّ أكثر الناس لا يؤمنون.
بينات من الآيات :
[٥١] لقد وعد الله ـ ومن أصدق من الله قيلا ـ أن ينصر رسله الذين حمّلهم مسئولية بلاغ وحيه ، وأمرهم بأن يتوكلوا عليه ، ويفوّضوا أمورهم إليه ، وهيهات أن يخلف معهم وعده أو يخذلهم بعد أن أمرهم بالتوكّل عليه ، أو يتركهم بعد أن فوّضوا أمورهم الى حسن تدبيره.
وهذا النصر يمتدّ الى تابعي الرسل من المؤمنين ، لأنّهم جميعا يشتركون في المسؤولية والعاقبة.
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا)
ولكي لا يزعم البعض أنّ نصر الله مخصوص بالآخرة فقد أكّد أنّ نصره يمتدّ من الدنيا إلى الآخرة :
(فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)