والقرآن الكريم كلّه شاهد على مسيرة النصر ، شروعا من نوح (ع) وانتهاء بمحمد (ص) ومرورا بسائر النبيين والصّدّيقين والشهداء والصالحين ، صلّى عليهم جميعا مليك السماء.
وإذا سرنا في الأرض ، وأثرنا ذخائر المدن ، وبحثنا عن بقايا الحضارات البائدة ، وجدنا شواهد التاريخ تدلّنا أيضا على تلك الحقيقة.
أمّا كتب التاريخ فبالرغم من أنّها تأثّرت بطبيعة المؤلفين لها إلّا أنّ من قرأ فيها الحقائق وترك التفسيرات يجد بين ثناياها ألف دليل ودليل على تلك الحقيقة.
وبكلّ المقاييس لا تزال حوادث الدنيا اليومية تشهد امتدادا لحركة الأنبياء ، عبر توسّع الديانات السماوية والمزيد من التوجّه الى تعاليمها.
بلى. إنّنا قد نجد مصير بعض الدعاة الشهادة أو لا أقل الاعتقال والتهجير ، فأين النصر منهم؟!
أو لم يقتل السبط الشهيد بكربلاء؟! كما قتل المئات من أنصار الحق بعد استتباب الأمر للأمويين؟! بلى. ولكنّ النصر المطلوب ليس دائما انتصار الأشخاص ، بل قد يفدي الشخص نفسه لدينه وقيمه راضيا مسرورا ، وقد عبّر أحد الشعراء عن هذه الحقيقة فيما يتصل بالإمام الحسين سيد الشهداء (ع) :
إن كان دين محمد لم يستقم |
|
إلّا بقتلي فيا سيوف خذيني |
وعند ما سقط بطل الطف عن جواده مثخنا بالجروح البليغة ، وحوله تناثرت جثث أهل بيته وأصحابه ، وفي الأفق صيحات أطفاله : العطش العطش ، وعويل النساء والثكالى ، حينذاك جمع حفنة من التراب ، ووضع خدّه عليها ، وناجى ربّه قائلا : «إلهي رضا برضاك ، لا معبود سواك» بلى. إنّه كان يعلم أنّ السبيل