الوحيد لحمل الرسالة إلى القلوب هو استشهاده ، وأنّ قطرة الدم أبلغ أنباء من الكتب والخطب.
ولا يزال السبط الشهيد عالما يستلهم منه أبناء أمتنا البطولات ، وينتصرون لدينهم بأنفسهم .. وكأيّن من مؤمن اعتلى عرش المشانق مطمئنا راضيا لتنتصر قيمه المقدسة ، وكأيّن من مجاهد آثر الشهادة على الحياة ليعلو بناء الحق والعدل ، ولتقوّض أركان الظلم والفساد.
وسؤال أخير : كيف ينتصر الربّ لرسله والمؤمنين؟
ليس بالضرورة أن يكون بصورة غيبية ، مما نجدها في طوفان نوح ، وتحوّل النار لإبراهيم الى برد وسلام ، وعصا موسى ، وإحياء الأموات عند عيسى ، وتأييد رسولنا الأكرم بالملائكة المسوّمين ، صلى الله عليهم جميعا.
بل قد يكون عبر السنن الجارية في الخليقة ، ذلك أنّ سنن الله الحاكمة في الكائنات قائمة على أساس الحق (فقد خلق الله السموات والأرض بالحق) ورسالات الله تهدينا الى ذلك الحق ، ورسل الله والمؤمنون مستقيمون عليه ، وتلتقي أفكارهم وأعمالهم عند نقطة الحق مع حركة الخلائق جميعا ، فلا جرم ينتصرون ، أرأيت لو أخبرت خصمك اللجوج أنّ الشمس تشرق بعد ساعة وكان حقا إنباؤك ، فعند الشروق تنهار مقاومته ، لأنّها سنة الله ألّا تتأخّر الشمس عن شروقها لمجرد أنّ شخصا لجوجا يجادل في ذلك ، كذلك حين أنبأت رسالات الله أنّ عاقبة الظالمين الدمار بالرغم من أنّهم يجادلون في ذلك ، إلّا أنه في ساعة الدمار لا أحد قادر على إنكار الحق ، هكذا سنن الله تجري في الاتجاه الذي تهتدي إليه رسالات الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
والتجلّي الأعظم لحقيقة رسالات الله لا يكون إلّا عند قيام الساعة ، ذلك لأنّ