ويبدو أنّ الوراثة هنا توحي إلى أمرين :
الأوّل : إنّ الكتاب أعظم رأسمال وأكبر مجد ، وكان بمثابة المحور الثابت الذي تدور حوله فاعليّات الأمة.
الثاني : إنّ الكتاب ظلّ بينهم يرثه الجيل بعد الجيل بينما رحل عنهم قائدهم موسى عليه السلام.
[٥٤] ولم يكن وجود الكتاب بين بني إسرائيل بذاته مفخرة لهم بل الاهتداء به والتذكر بآياته وهذا كان خاصا بأولي الألباب.
(هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ)
[٥٥] ماذا ينبغي أن يقوم به الرسل والمؤمنون تمهيدا لنصر الله ، بل وثمنا مدفوعا سلفا لهذه النعمة الكبرى؟
أوّلا : لا بدّ من الصبر ، والذي يعني ـ بمعناه الشامل ـ الصبر في تنفيذ الأوامر ، والصبر عند الشدائد ، وبكلمة : السعي والاجتهاد الآن انتظارا للنتائج المستقبلية ، فمن كان عجولا ، وكان يفتّش عن نتائج سريعة ، فإنّه لن يبلغ مناه .. ورأسمال الصبر الإيمان بوعد الله ، وأنّه حق لا ريب فيه.
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)
ثانيا : الاستغفار الذي يسقط سدود الذنوب التي تمنع النصر الإلهي ، ويهيء أرضية الفتح ، ويوجه الإنسان الى نواقصه الذاتية لكي يصلحها.
(وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ)