ثالثا : التقرّب الى الله بالمزيد من التسبيح والتقديس لمقام ربّنا الكريم ، حتى لا نظنّ بربنا ظنّ السوء فيوسوس الشيطان في قلوبنا الشكوك حول وعده أو نفقد خلال المسيرة شيئا من عزمنا في تأييد دينه.
رابعا : التقرّب الى الله بحمده عشيّا وبكورا ، ذلك أنّ حمد الله يجعلنا نتبصّر النعم التي أسبغها علينا فتمنع عنّا القنوط والنظرة التشاؤمية.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ)
إنّ حمد الله يؤدّي الى تسبيحه ، فمن عرف أنّ ما تصيبنا من حسنة فمن عنده وما تصيبنا من سيئة فمن عند أنفسنا نزّه ربّه من النقص ونسبة السيئات إليه سبحانه.
ولعل هذا أحد معاني الباء في قوله «بحمد ربك» فيكون الحمد وسيلة التقديس لربّنا العظيم ، وهو أقرب من أن نجعل معنى الباء مجرد المعيّة ليكون المفهوم سبّح واحمد ربك.
[٥٦] ولا بدّ أن نسلّم لربّ العالمين ، ومعنى التسليم له الإيمان بآياته والاحتراز من الجدل فيها ، فمن يجادل فيها انطلاقا من أهوائه وبغير سلطان مبين وحجة واضحة من عقله فقد استحوذ عليه الشيطان ، وأثار في نفسه الكبر الذي انطوت عليه حيث نازعت ربّ العزة رداء الالوهية فأخزاه الله ولعنه وأبعده عن تحقيق مناه.
(إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ)
المجادل في آيات الله يغلق منافذ قلبه عن النور. أو ليست آيات الله في الطبيعة وآياته في الكتاب تجلّيات لظهوره وأمواج نوره ، فمن نظر إليها نظرة ذاتية دون أن