عبد ربه بن عبد الله بن عمير الليثي ، فأقام فيها مدة ، ثم بلغه عنه ما أنكره فوجه مكانه منيع بن معاوية بن فروة المنقري وأمره أن يعذبه حتى يأخذ ما صار إليه فلم يفعل منيع ذلك فعزل قتيبة منيع بن فروة واستعمل النعمان بن عوف اليشكري فعذّب عبد ربه بن عبد الله حتى قتله.
وولى سليمان بن عبد الملك العراق يزيد بن المهلب بن أبي صفرة فاستعمل يزيد على سجستان أخاه مدرك بن المهلب (١) فلم يعطه رتبيل شيئا فعزل يزيد بن المهلب مدركا أخاه وولى ابنه معاوية بن يزيد المهلب.
ثم ولي عمر بن عبد العزيز (٢) فاستعمل على العراق عدي بن أرطاة الفزاري (٣) فولى عدي الجراح بن عبد الله الحكمي خراسان وضم إليه سجستان.
ثم عزله وولى عبد الرحمن بن نعيم الغامدي ، وكان على سجستان السري بن عبد الله بن عاصم بن مسمع وأقره عمر بن عبد العزيز.
__________________
ـ نحو ستة ملايين دينار ذهبي من نقود زمننا ، بدأ فيه سنة ٨٨ ه ، وأتمّه أخوه سليمان ، وكانت وفاته بدير مران من غوطة دمشق سنة ٩٦ ه / ٧١٥ م ، ودفن بدمشق ، ومدة خلافته تسع سنوات وثمانية أشهر ، وكان نقش خاتمه : «يا وليد إنك ميت».
(١) مدرك بن المهلب بن أبي صفرة ، الأزدي ، ولد سنة ٥٣ ه / ٦٧٣ م ، قائد ، من الشجعان ، قال كعب بن معدان ، لا يستحيي الشجاع أن يفرّ من مدرك ، له أخبار في حروب أبيه مع الأزارقة.
(٢) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي ، أبو حفص ، الخليفة الصالح ، والملك العادل ، وربما قيل له خامس الخلفاء الراشدين تشبيها له بهم ، وهو من ملوك الدولة المروانية ، الأموية في بلاد الشام ، ولد سنة ٦١ ه / ٦٨١ م في المدينة ونشأ بها ، وولي إمارتها للوليد ، ثم استوزره سليمان بن عبد الملك بالشام ، وولي الخلافة بعهد من سليمان سنة ٩٩ ه ، فبويع في دمشق بالمسجد ، وسكن الناس في أيامه ، فمنع سبّ علي بن أبي طالب ، وكان من تقدمه من الأمويين يسبّونه على المنابر ، ولم تطل مدته ، قيل : دس له السم ، وهو بدير سمعان من أرض المعرّة ، فتوفي بها سنة ١٠١ ه / ٧٢٠ م ، ومدة خلافته سنتان ونصف ، وأخباره في عدله وحسن سياسته كثيرة ، وكان يدعى أشجّ بني أميّة ، رمحته دابة وهو غلام فشجّته ، وقيل في صفته : كان نحيف الجسم ، غائر العينين ، بجبهته أثر الشجّة ، وخطه الشيب ، أبيض ، رقيق الوجه مليحا ، كانت طريقته في إدارة ولايته إطلاق الحرية للعامل ، لا يشاور الخليفة إلّا في أهم المهمّات مما يشكل عليه أمره.
(٣) عديّ بن أرطاة الفزاري ، أبو واثلة ، أمير ، من أهل دمشق ، كان من العقلاء الشجعان ، ولاه عمر بن عبد العزيز على البصرة سنة ٩٩ ه ، فاستمر إلى أن قتله معاوية بن يزيد بن المهلّب ، بواسط ، في فتنة أبيه يزيد بالعراق.