السدوسي (١) خراسان فسار يريدها فدس إليه زياد سما فمات ولم يصل إلى خراسان ، فولى زياد خراسان عبد الله بن ربيع بن زياد مكان أبيه ثم عزله وولى عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب.
ثم توفي زياد فأقر معاوية عبد الرحمن على سجستان وولى عبيد الله بن زياد خراسان وأنفذه في جيوش وأمره أن يعبر النهر من بلاد طخارستان فخرج في جمع وغزا بلاد طخارستان (٢) ، والمهلب بن أبي صفرة مدبر الأمر وصاحب الحرب.
وأقام عبيد الله بن زياد بخراسان سنتين ، ثم انصرف إلى معاوية واستخلف على خراسان أسلم بن زرعة بن عمرو بن الصعق الكلابي وولى عبيد الله البصرة وولى أخاه عبد الله بن زياد خراسان فأقام أربعة أشهر وبلغه ضعفه ومهانته فعزله.
وولى معاوية بعد عبد الله بن زياد عبد الرحمن بن زياد خراسان فلم يحمده فعزله ، وولى معاوية سعيد بن عثمان ، وكان سعيد بن عثمان قد امتنع وكلمه بكلام غليظ فنفذ إلى خراسان وغزا سمرقند.
ويقال : إنه أول من قطع إلى ما وراء النهر ، وغزا طخارستان وبخارا (٣) وسمرقند.
وكان على خراج خراسان أسلم بن زرعة الكلابي فطلب منه سعيد بن عثمان المال فلم يعطه وجعل يحمله إلى عبيدالله بن زياد ، وهو أمير البصرة ، ثم هرب أسلم بن زرعة من خراسان ، وكتب إلى معاوية بخبره وأن سعيد بن عثمان أراد أخذ
__________________
ـ سلم من أذاه ، ولما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه : إني قد ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانا يعينونني عليه ، فأجابه الحسن : أما أبناء الدنيا فلا تريدهم وأما أبناء الآخرة فلا يريدونك فاستعن بالله. توفي في البصرة سنة ١١٠ ه / ٧٢٨ م.
(١) خالد بن معمر بن سليمان السدوسي ، قائد من الرؤساء في صدر الإسلام ، أدرك عصر النبوة ، ثم كان رئيس بني بكر في عهد عمر ، وكان مع علي بن أبي طالب يوم الجمل ويوم صفين ، من أمراء جيشه ، وولاه معاوية إمرة أرمينية ، فقصدها ، فمات في طريقه إليها بنصيبين سنة ٥٠ ه / ٦٧٠ م.
(٢) طخارستان : هي ولاية واسعة كبيرة تشتمل على بلاد عدّة ، وهي من نواحي خراسان ، وهي طخارستان العليا والسفلى ، فالعليا شرقي بلخ وغربي جيحون ، وأما السفلى فهي غربي جيحون أيضا وهي مدينة في مستو من الأرض. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٢٦).
(٣) وردت في المتن «بخارا» بالألف الممدودة وضبطها صاحب معجم البلدان بالألف المقصورة ، وكذا شأنها في معظم كتب البلدان.