جماعة كبيرة من العلماء في كثير من الفنون.
وقد برع العبيديون بإنشاء المكتبات ، وخزائن العلم الخاصة والعامة ، فقد ألحق الحاكم بأمر الله بدار الحكمة مكتبة عظيمة ، تحتوي على مجموعات كبيرة من الكتب ، وسماها دار العلم.
كما كانت قصور العبيديين تشتمل على خزائن كبيرة من الكتب ، قال القلقشندي : «ويقال : إن أعظم خزائن الكتب في الإسلام ثلاث خزائن :
إحداها : خزانة الخلفاء العباسيين ببغداد ...
الثانية : خزانة الخلفاء الفاطميين بمصر ، وكانت من أعظم الخزائن ، وأكثرها جمعا للكتب النفيسة من جميع العلوم ... ولم تزل على ذلك إلى أن انقرضت دولتهم بموت العاضد آخر خلفائهم ، واستيلاء السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على المملكة بعدهم ، فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ، ووقفها بمدرسته الفاضلية بدرب ملوخيّا بالقاهرة فبقيت إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل» (١).
وقد أشار ابن أبي طي إلى عظم خزائن العبيديين ، ونفاسة محتوياتها فقال : «وكانت من عجائب الدنيا لأنه لم يكن في جميع بلاد الإسلام دار كتب أعظم من الدار التي بالقاهرة في القصر ، ومن عجائبها أنه كان بها ألف ومئتان وعشرون نسخة من تاريخ الطبري ، ويقال إنها كانت تحتوي على ألفي ألف وستمائة ألف كتاب ، وكان فيها من الخطوط المنسوبة أشياء كثيرة ، وحصل للقاضي الفاضل قدر منها كبير ، حيث شغف بحبها». انتهى نقلا عن كتاب الروضتين (٢).
كما ألمع أبو شامة إلى سعة هذه الخزائن ، واحتوائها على أمهات الأسفار
__________________
(١) صبح الأعشى ١ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧.
(٢) ج ١ ق ٢ ص ٥٠٧.