أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة (١) ، أنبأنا سليمان عن (٢) أحمد بن زهير التّستري ، نا عبد الله بن محمّد بن يحيى بن أبي بكر ، نا يحيى بن أبي بكر ، نا عبد الحميد بن سليمان ، عن أبي حازم ، قال : ما كان بالمدينة أحد سمعنا به كان أكثر حملا في سبيل الله من حكيم بن حزام ، قال : لقد قدم أعرابيان المدينة فسألا عن من يحمل في سبيل الله فدلّا على حكيم بن حزام ، فأتياه في أهله ، فسلّما ، فسألهما : ما تريدان؟ فأخبراه ، فقال : لا تعجلا حتى أخرج إليكما ، قال : وكان حكيم بن حزام يلبس ثيابا يؤتى بها من مصر ، كأنها السمال ثمن أربعة دراهم ، ويأخذ عصا في يده ويخرج معه غلامان له يكلما من تكلنا أو قمامة مراقة (٣) حرمة تصلح في جهاز الإبل التي يحمل عليها في سبيل الله تعالى ، أخذها بطرف عصاه فنفضها ، ثم قال لغلامه : امسكها سيعينان به في جهاز كما ، فقال الأعرابيان ـ وهو يصنع ذلك ـ أحدهما لصاحبه : ويحك انج بنا فو الله ما عند هذا إلّا لقط القشع فقال له صاحبه : لا تعجل حتى تنظر فخرج بهما حتى جاء بهما السوق ، فنظر إلى ناقتين جليلتين سمينتين خليفتين فابتاعهما وابتاع جهازهما ثم قال لغلامه ، وما بهذه الخرق وما ينبغي له المرمة من جهازهما ، ثم أودهما طعاما وبرا دوركا وأعطاهما نفقة ثم أعطاهما الناقتين ، قال : يقول أحدهما لصاحبه : والله ما رأيت من لا قط قشع خيرا إلّا اليوم.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت [أنا](٤) ابن مندة ، نا أبو العلاء محمّد بن علي :
أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد البابسيري (٥) ، أنا الأحوص بن المفضل (٦) بن غسان ، أنبأنا أبي قال : وقال مصعب : قال : خرج شيبان ، فدعا الناس إلى حكيم بن حزام وأتوه حملوا إزاره فقال : ما جاء بكم قالوا : أتانا رسولك ، قال : وكان عنده رأس
__________________
(١) بالأصل : زبدة ، والصواب ما أثبت وقد مرّ.
(٢) بالأصل «بن» والصواب ما أثبت وهو سليمان بن أحمد الطبراني يروي عن أحمد بن زهير التستري.
(٣) كذا بالأصل وفي م : «أو قمامة فراي فيه».
(٤) زيادة للإيضاح.
(٥) بالأصل : «الباسوي» والصواب ما أثبت.
(٦) بالأصل وم «الفضل» والصواب ما أثبت ، انظر الأنساب (البابسيري) و (الغلابي).