مخلد بن حمزة بن بيض ، قال : قدم أبي على يزيد بن المهلّب ، وهو عند سليمان بن عبد الملك ، فأدخله إليه فأنشده (١) :
ساس (٢) الخلافة والداك كلاهما |
|
من بين سخطة ساخط أو طائع |
أبواك ثم أخوك أصبح ثالثا |
|
وعلى جبينك نور ملك الرابع |
شربت (٣) خوف بني المهلّب بعد ما |
|
نظروا السبيل بسمّ موت ناقع |
ليس الذي أولاك ربّك فيهم |
|
عند الإله وعندهم بالضّائع |
فأمر له بخمسين ألفا.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله إذنا ومناولة ، وقرأ علي إسناده ، أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو الفرج القاضي (٤) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، نا عبد الله بن بيان (٥) ، نا عامر الكوفي ، قال : دخل حمزة بن بيض على يزيد بن المهلّب يوم الجمعة وهو يتأهب للمضي إلى المسجد وجاريته تعمّمه ، فضحك ، فقال له يزيد : مم تضحك؟ قال : من رؤيا رأيتها إن أذن لي الأمير قصصتها قال : قل ، فأنشأ يقول :
رأيتك في المنام سننت خزّا |
|
عليّ بنفسجا وقضيت ديني |
فصدّق يا هديت اليوم رؤيا |
|
رأتها في المنام كذاك عيني (٦) |
قال : كم دينك؟ قال : ثلاثون ألفا ، قال : قد أمرنا لك بها ومثلها ، ثم قال : يا غلمان فتشوا الخزائن فجيئوه منها بكل جبة خزّ بنفسج تجدونها ، فجاءوا بثلاثين جبة فنظر إليه يلاحظ الجارية ، قال : يا جارية عاوني عمك على قبض الجباب ، فإذا وصلت إلى منزله فأنت له ، فأخذها والجباب والمال وانصرف.
قال القاضي : قوله سننت خزا أي ألقيته وصببته عليّ.
وذكر أبو بكر بن دريد ، قال : أنشدني أبو عثمان ـ يعني سعيد بن هارون الأشناني
__________________
(١) الأبيات في معجم الأدباء ١٠ / ٢٨١.
(٢) معجم الأدباء : حاز.
(٣) معجم الأدباء : سرّيت.
(٤) الخبر في الجليس الصالح الكافي للقاضي المعافى بن زكريا ٢ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٨٣.
(٥) الجليس الصالح : بنان.
(٦) البيتان في الجليس الصالح ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٨٣.