شاحب ناحل كصدر يمان |
|
صادق الوعد لفّ في غير جفن |
زمنا ثم عاد عصبا حساما |
|
وجلا صفحتيه حد المسنّ |
لم تكن عن خيانة لحقتني |
|
عن يساري ولا يميني جنتني |
|
||
بل جناها أخ عليّ كريم |
|
وعلى أهلها براقش تجني |
كان بي واثقا فلمّا دعاني |
|
وهو في مأزق شديد وسجني |
وبلاء من البلاء عظيم |
|
قلت : لبيك ، حين قال : أجبني |
لم تلمني نفس عليه ولم أف |
|
رع بظفر من الندامة سني |
أخبرنا أبو العزّ بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ إسناده علي ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا القاضي ، نا محمّد بن محمود بن أبي الأزهر الخزاعي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني النّضر بن شميل ، قال (١) : دخلت على أمير المؤمنين المأمون بمرو فقال : يا نضر أنشدني أخلب بيت للعرب ، قلت : قول ابن بيض في الحكم بن مروان :
تقول لي والعيون هاجعة : |
|
أقم علينا يوما ، فلم أقم |
أي الوجوه انتجعت؟ قلت لها : |
|
لأي وجه إلّا إلى الحكم |
متى يقل حاجبا سرادقه : |
|
هذا ابن بيض بالباب ، يبتسم |
قد كنت أسلمت قبل (٢) مقتتلا |
|
هيهات إذ حلّ أعطني سلمي |
فقال المأمون : لله درك فكأنما شقّ لك عن قلبي.
قال القاضي : قوله : أسلمت قبل مقتتلا معناه أسلفت وأخذت قبيلا يعني كفيلا ، ومن السلف من كره الرهن والقبيل في السلم ومنهم من أجازه ، وقال : استوثق من حقك.
أنبأنا أبو علي محمّد بن سعيد بن نبهان ، ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الحسن محمّد بن إسحاق بن إبراهيم البزاز ، وأبو علي بن نبهان ح.
__________________
(١) الخبر والشعر في الأغاني ١٦ / ٢١٤.
(٢) في الأغاني : فيك مقتبلا.