فقال عبد الملك بن مروان ويرون أنه قائل الشعر :
إن يمكن الله من قيس ومن جرش (١) |
|
ومن جذام ويقتل صاحب الحرم |
نضرب جماجم أقوام على حنق |
|
ضربا ينكّل عنا غابر (٢) الأمم |
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، ونقلته من خطه ، أنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الحسين بن محمّد بن سيبخت (٣) البغدادي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى بن العباس الصولي ، نا أبو خليفة ، حدّثني محمّد بن كثير ، قال : قال عوانة : دخل رجل يقال له ابن عبدل (٤) على عبد الملك بن مروان ، فقال : أصلح الله الأمير رؤيا رأيتها في المنام أقصّها عليك ، قال : هاتها ، فأنشأ يقول (٥) :
طلعت عليّ الشمس بعد غضارة (٦) |
|
في نومة ما كنت قبل أنامها |
فرأيت أنك رعتني بوليدة |
|
مغنوجة (٧) حسن عليّ قيامها |
وببدرة تغدو عليّ وبغلة |
|
شقراء ناجية تصلّ لجامها |
فقال : يا غلام ، أعطه ما قال ، والله ما أظنك رأيت هذا في نومك كله.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ـ شفاها ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، عن عبد الوهاب بن جعفر ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن أبي الخطاب ، نا محمّد بن القاسم ، حدّثني أبي ، نا أحمد بن عبيدة العتبي ، عن أبيه ، قال : لما قدم عبد الملك بن بشر بن مروان الكوفة قعد ابن عبدل الأسدي بين السماطين ، وقال : أصلح الله الأمير رؤيا رأيتها أحب أن تعبرها ، قال : قل ، فأنشأ يقول :
__________________
(١) في الأغاني ومعجم الأدباء : جدس.
(٢) في الأغاني : سائر.
(٣) رسمها بالأصل «سنحت» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ ومهملة دون إعجام في م.
(٤) الخبر في الأغاني ٢ / ٤٠٧ وفيه أنه دخل على عبد الملك بن بشر بن مروان» ، وفي معجم الأدباء ١٠ / ٢٢٩ دخل يوما على عبد الملك ، ولم يزد ، وذكر الخبر.
(٥) الأبيات في الأغاني ومعجم الأدباء.
(٦) بالأصل «عضارة» والمثبت عن معجم الأدباء ، والغضارة : السعة والنعمة والخصب.
(٧) كذا بالأصل وم.