أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا الشريف أبو الفضل محمّد بن الحسن بن محمّد بن الفضل بن المأمون ، أنشدنا أبو بكر محمّد بن القاسم ، أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي ، عن ابن الأعرابي لابن عبدل الأسدي (٢) :
أطلب ما يطلب الكريم من الرّز |
|
ق بنفسي فاجمل الطلبا |
واحلب الثرة (٣) الصفيّ ولا |
|
أجهد أخلاف غيرها حلبا |
إني رأيت الفتى الكريم إذا |
|
رغبته في صنيعة رغبا |
والعبد لا يحسن العلاء (٤) ولا |
|
يعطيك شيئا إلّا إذا رهبا |
مثل الحمار المعقب (٥) السوء لا |
|
يحسن مشيا إلّا إذا ضربا |
ولم أجد عزة الخلائق إل |
|
لا الدّين لمّا اعتبرت والحسبا |
قد يرزق الخافض المقيم وما |
|
شدّ لعنس رحلا ولا قتبا |
ويحرم الرزق ذو المطية والرّح |
|
ل ومن لا يزال مغتربا |
قال ابن الأعرابي : الثرة : الواسعة الأحاليل ، والعزوز : الضيقة الأحاليل ، والصفايا الغزيرات واحدها صفي ، وفي نسخة العنس : الناقة الشديدة.
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ إذنا ومناولة ، وقرأ عليّ اسناده ـ أنا الحسين بن محمّد ، أنا المعافى بن زكريا ، نا محمّد بن محمود بن أبي الأزهر الخزاعي (٦) ، نا الزبير بن بكّار ، حدّثني النّضر بن شميل ، قال : دخلت على أمير المؤمنين المأمون ـ بمرو ـ فقال : أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشدته قول ابن عبدل :
__________________
(١) بالأصل وم «المحلي» والصواب والضبط ما أثبت ، وقد مرّ.
(٢) الأبيات في معجم الادباء ١٠ / ٢٣٨ والأغاني ١٦ / ٢١٥ في أخبار حمزة بن بيض.
(٣) الثرة : العين الغزيرة ، ويريد هنا الناقة الغزيرة اللبن.
والصفي : الغزيرة اللبن من الإبل.
(٤) معجم الأدباء : العطاء.
(٥) كذا بالأصل وفوقها إشارة تحويل إلى الهامش ، وعلى هامش الأصل : «المرقع» ، كذا ، وفي الأغاني ومعجم الأدباء : الموقّع.
والموقع : الذي في ظهره آثار من الحمل.
(٦) الخبر في عبد الله ١٦ / ٢١٤ ـ ٢١٥ في أخبار حمزة بن بيض وفيها : أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر. والخبر والأبيات أيضا في معجم الأدباء ١٠ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨.