إني امرؤ لم أزل وذاك |
|
من الله أديبا (١) أعلّم الأدبا |
أقيم بالدار ما اطمأنت بي الدا |
|
ر وإن كنت نازحا (٢) طربا |
لا اجتوي خلّة الصديق ولا |
|
أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا |
أطلب ما يطلب الكريم من الرز |
|
ق بنفسي وأجمل الطلبا |
وأحلب الثرّة الصّفيّ ولا |
|
أجهد أخلاف غيرها حلبا |
إني رأيت الفتى الكريم إذا |
|
رغّبته في صنيعة رغبا |
والعبد لا يطلب العلاء ولا |
|
يعطيك شيئا إلّا إذا رهبا |
مثل الحمار الموقّع السوء لا |
|
يحسن مشيا إلّا إذا ضربا |
ولم أجد عروة (٣) الخلائق إلّا |
|
الدين لما اختبرت والحسبا |
قد يرزق الخافض المقيم وما |
|
شد بعنس (٤) رحلا ولا قتبا |
ويحرم الرزق ذو المطية والرح |
|
ل ومن لا يزال مغتربا |
قال : أحسنت يا نضر ، قال ابن أبي الأزهر : ويروى : الضّفيّ ، قال أبو بكر بندار الكرجي : يقول لا أحب الصّفي بالصّاد فيما يرويه الناس ، لأن الصّفيّ يكون للملك دون السّوقة ، والضّفيّ ـ بالضاد ـ أبلغ في المعنى لأنها الغزيرة اللبن.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد الأكفاني شفاها ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ ، أنا عبيد الله بن أحمد
الصيرفي ـ إجازة ـ أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، حدّثني أحمد بن حارث ، أنا أبو محلّم ، قال (٥) : بلغني أن امرأة موسرة كان لها على الناس ديون كثيرة فقالت لابن عبدل وعرضت نفسها عليه أن تزوجه ويقوم لها بدينها ، فقام لها ابن عبدل بالدّين حتى اقتضاه قال : فانحدرت إلى أهلها بالبصرة وكتبت إليه :
__________________
(١) الأغاني : قديما.
(٢) الأغاني : «مازحا» وفي معجم الأدباء : «نازغا».
(٣) الأغاني : «عدة» وفي معجم الأدباء : عزة.
(٤) الأغاني : «بعيس».
(٥) الخبر والشعر في الأغاني ٢ / ٤١٥ باختلاف الرواية ، ومعجم الأدباء ١٠ / ٢٣٤ والوافي بالوفيات ١٣ / ١١٦.