ورواه ابن أبي حاتم ، عن الدوري ، وقال : شيئا ثابتا.
وقد روى حويطب حديثا مسندا ، عن عبد الله بن السعدي :
أخبرناه أبو علي الحداد في كتابه ، وحدّثنا أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، حدّثني السائب بن يزيد : أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال له عمر : ألم أخبر أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة رددتها؟ قال : نعم ، فقال : وما تريد إلى ذلك؟ قال : إني غني ، وأريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين ، قال : فلا تفعل ، فإني قد كنت أردت مثل الذي أردت ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعطيني فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني ، فقال : «خذه وتصدّق به ، وما جاء من هذا المال ، وأنت غير مستشرف ولا سائل فخذه ، وإلّا فلا تتبعه نفسك» (١) [٣٨٠٠].
وهكذا رواه يونس بن يزيد ، وسفيان بن عيينة ، وعمرو بن الحارث ، ومحمّد بن الوليد ، عن الزهري.
فأما حديث يونس :
فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر الشّحّامي ، وأبو سهل محمّد بن الفضل بن محمّد ، قالا : أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى الذّهلي ، نا عثمان بن صالح السهمي ، نا ابن وهب ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، عن السائب بن يزيد : أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره : أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته ، فقال له عمر : ألم أحدّث أنك تلي من أعمال الناس عملا فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت : بلى ، فقال عمر : فما تريد إلى ذلك؟ قال : قلت لي أفراس وأعبد وأنا بخير وأنا أريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين ، فقال عمر : لا تفعل فإني قد كنت أردت الذي أردت وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعطيني العطاء فأقول : أعطه أفقر إليه مني فأعطاني مرة مالا فقلت : أعطه أفقر إليه مني ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خذه فتقوّ به أو
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصحيح ١٣ / ١٣٣ في الأحكام ، باب رزق الحاكم العاملين عليها.