تصدّق ، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ، وما لا فلا تتبعه نفسك» [٣٨٠١].
وأما حديث سفيان :
فأخبرناه أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم بن عبد الله الدّيبلي (١) ، نا أبو عبد الله سعيد بن عبد الرّحمن ، نا سفيان ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزّى :
أخبرني عبد الله [بن] السعدي أنه قدم على عمر بن الخطاب من الشام ، فقال له عمر : ألم أخبر أنك تعمل على عمل من أعمال المسلمين فتعطى عليه العمالة (٢) فلا تقبلها؟ فقال : أجل ، إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير ، فأريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين ، فقال عمر : إنّي أردت الذي أردت وكان النبي صلىاللهعليهوسلم يعطيني المال فأقول : أعطه من هو أحوج إليه مني ، وأنه أعطاني مرة مالا فقلت : أعطه من هو أحوج إليه مني ، فقال : «ما آتاك الله تعالى من هذا المال عن غير مسألة ولا إشراف فخذه فتموّله أو تصدّق به ، وما لا فلا تتبعه نفسك» [٣٨٠٢].
ورواه بشر بن مطر ، عن سفيان ، قال : حدّثوني عن الزهري ، وأظن أنّي قد سمعته.
أخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، وأبو محمّد بن أبي عثمان ، قالا : أنا أبو أحمد الفرضي ، أنا محمّد بن جعفر المطيري ، نا بشر بن مطر ، نا سفيان ، قال : حدّثوني عن الزهري ، وأظن أني قد سمعته ولم أحفظه عن السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزّى ، قال : قدم عمر على عبد الله بن السعدي أو لقيه ، فقال : ألم أخبر أنك تلي أعمالا من أعمال المسلمين (٣) ، قال : لا تفعل فإن
__________________
(١) الأصل «الدبيلي» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٩ والديبلي نسبة إلى ديبل بلدة من إقليم الهند.
(٢) الأصل : «الضالة» والمثبت عن الرواية السابقة.
(٣) كذا بالأصل ، وزيد في م : لا تأخذ عليها شيئا قال : أجل إني أعف عن ذلك قال : ولم؟ قال : لي أفراس وأعبد وأريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين.