كلاهما عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد : أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر بن الخطاب في خلافته فقال عمر : ألم أخبر أنك تلي من أعمال الناس أعمالا فإذا أعطيت العمالة رددتها؟ قال : نعم ، فقال : وما تريد إلى ذلك؟ قال : إنّي غنيّ وأريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين ، قال : فلا تفعل فإني قد كنت أردت مثل الذي أردت ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعطيني فأقول : أعطه من هو أفقر إليه مني ، فقال : «خذه وتصدّق به وما جاءك من هذا المال وأنت غير مستشرف ولا سائل فخذه ، وإلّا فلا تتبعه نفسك» [٣٨٠٥].
ورواه معمر ، عن الزهري فاختلف عليه فيه ، فرواه موسى بن أعين الجزري عنه كرواية الجماعة ، عن الزّهري ، ورواه عبد الله بن المبارك ، عن معمر فأسقط منه حويطبا ، ورواه عبد الرزاق بن همّام عنه ، فلم يقم إسناده وأسقط منه حويطبا ، وعبد الله بن السّعدي (١).
فأما حديث موسى بن أعين : فأخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمّد بن الفضل ، قالا : أنا أبو حامد ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله ، أنا أبو حامد بن الشرقي ، نا محمّد بن يحيى ، نا محمّد بن موسى بن أعين الجزري ، نا أبي ، عن معمر ، عن الزهري ، أخبرني السائب بن يزيد أن حويطب بن عبد العزّى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره عن عمر نحوه.
وأمّا حديث ابن المبارك :
فأخبرناه أبو علي بن السبط ، أنا أبو محمّد الجوهري ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، قالا : أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٢) ، حدّثني أبي ، نا عبد الرّحمن ، نا عبد الله بن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن عبد الله بن السعدي ، قال : قال لي عمر : ألم أحدّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا ، فإذا أعطيت العمالة لم تقبلها؟ قال : نعم ، قال : فما تريد إلى ذلك؟ قال : أنا غني ولي أعبد ولي أفراس ، أريد أن يكون عملي
__________________
(١) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
(٢) مسند الإمام أحمد ١ / ٤٠.