فإنّ الإله كفاني التي |
|
تهمّ وسيب بني المطلب |
وكنت إذا جئتهم راغبا |
|
مجيء المصاب إلى المحتسب |
أقروا بلا خلف حاجتي |
|
ألا مثل سائلهم لم يخب |
وكان يلي المساعي.
قال : ونا الزبير قال : فأخبرني عمي مصعب بن عبد الله (١) ، عن مصعب بن عثمان ، عن نوفل بن عمارة : أن رجلا من قريش من بني أميّة بن عبد شمس له قدر وخطر ، لحقه دين ، وكان له مال من نخل وزرع ، فخاف أن يباع عليه فشخص من المدينة يريد الكوفة يعمد خالد بن عبد الله القسري ، وكان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق ، وكان يبر من قدم عليه من قريش.
فخرج إليه يريده وأعدّ له هدايا من طرف المدينة ، حتى قدم فيدا (٢) وأصبح بها فنظر إلى فسطاط عنده جماعة فسأل عنه ، فقيل : الحكم بن المطّلب فلبس نعليه ، ثم خرج حتى دخل عليه ، فلما رآه قام إليه ، فتلقاه فسلّم عليه ثم أجلسه في صدر فراشه ، ثم سأله عن مخرجه ، فأخبره بدينه ، وما أراد من إتيان خالد بن عبد الله القسري.
فقال له الحكم : انطلق بنا إلى منزلك فلو علمت تقدمك لسبقتك إلى إتيانك. فمضى معه حتى أتى منزله فرأى الهدايا التي أعد لخالد فتحدث معه ساعة ، ثم قال له : إن منزلنا أحضر عدة ، وأنت مسافر ونحن مقيمون ، فأقسمت عليك إلّا قمت معي إلى المنزل ، وجعلت لنا من هذه الهدايا نصيبا.
فقام معه الرجل ، فقال : خذ منها ما أحببت ، فأمر بها فحملت كلها إلى منزله وجعل الرجل يستحي أن يمنعه منها شيئا حتى صار معه إلى المنزل ، فدعا بالغداء وأمر بالهدايا ففتحت فأكل منها ومن حضره ثم أمر ببقيتها ترفع (٣) إلى خزانته.
وقام وقام الناس ، ثم أقبل على الرجل ، فقال : أنا أولى بك من خالد وأقرب إليك رحما ومنزلا ، وهاهنا مال للغارمين أنت أولى الناس به ليس لأحد عليك فيه منّة إلّا الله
__________________
(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٣٩ ونقله ابن العديم ٦ / ٢٨٦٧ ـ ٢٨٦٨.
(٢) فيد : بليدة بنجد منتصف طريق حجاج العراق من الكوفة.
(٣) في ابن العديم : فرفعت.