على أخي وتفسد قلبه عليّ ، وذهب [يريد](١) يحلف ، فبدره الحكم فقال : هي حرة إن لم تفعل ما أمرك (٢) أبي ، فإنّ قرّة عينه (٣) أحب إليّ من هذه الجارية ، وخلع ثيابه وألبسه إياها وطيبه من طيبه ، وخلّاه ، فذهب إليها.
قال (٤) : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن الضحاك ، قال : جلس المطّلب بن عبد الله ليلة يتعشى مع إبراهيم بن هشام ومعه عدة من ولده فيهم : الحكم ، والحارث وغيرهما ، فجعل المطّلب يأخذ الطعام الطيب من بين يدي ابنه الذي لم يسمّ ـ فيضعه بين يدي حارث ، فجزع الفتى وقال : ما رأيت كما تصنع بنا قط ، وكما تستهيننا وأمر بغلمانه فأدخلوا ، وأمر بابنه ذلك فجرّ برجله حتى أخرجوه من الدار ، فقال له الحكم : ما آثرت إلّا أحسننا وجها ، وإنه لأهل للأثرة ، فقال له أبوه : ذلك فلان وفلان حتى وهب له خمسة من رقيقه ، فلما خرجوا قال أخو الحكم له : لا جزاك الله خيرا ما ظننت إلّا ستغضب لي ويخرج بك على مثل حالي ، وقال له الحكم : ما أحسنت في قولك ، ولا غبطتك بما صرت إليه ، فأقول مثل ما قلت.
قال (٥) : وأنا الزبير ، قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد العزيز الزهري ، عن عميه (٦) موسى وإسماعيل ابني (٧) عبد العزيز ، قالا : كان القرشي إذا انقطع شسعه خلع النعل الأخرى ، فانقطع شسع الحكم بن المطّلب (٨) فخلع النعل الأخرى ومضى فأخذ نعليه إنسان نوبي فسوّى الشسع؟ وجاءه بالنعلين في منزله ، فقال له : سويت الشسع ، قال : نعم ، فدعا جاريته بثلاثين دينارا فدفعها إلى النوبي ، وقال : ارجع بالنعلين فهما لك.
قال (٩) : ونا الزبير ، حدّثني محمّد بن يحيى الكتاني ، قال : استعمل بعض ولاة
__________________
(١) مطموسة بالأصل والمثبت عن نسب قريش ، وفيه : يريد أن يحلف وفي م : يريد يحلف.
(٢) قوله : «ما أمرك» عن هامش الأصل.
(٣) نسب قريش : فإن قرة عينيه أسر إليّ من هذه الجارية.
(٤) الخبر نقله ابن العديم ٦ / ٢٨٦٩.
(٥) الخبر نقله ابن العديم ٦ / ٢٨٧٠.
(٦) بالأصل «عمة» والصواب ما أثبت عن م.
(٧) بالأصل وم «بن» والصواب ما أثبت.
(٨) بالأصل : عبد المطلب والمثبت عن م.
(٩) الخبر نقله ابن العديم ٦ / ٢٨٧٠.