شاهين ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، نا هشام بن عمّار ، نا الحكم بن هشام ، نا عبد الملك بن عمير ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، وأبي بكر بن أبي موسى ، عن أبي موسى الأشعري ، قال : سافرنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة فعرّس (١) فعرّسنا ، فتعارّ (٢) من الليل ، فأتيت مضجعه ، وجاء رجل آخر من المسلمين فالتقينا عند مضجعه فلم نره ، فشقّ ذلك الأمر علينا ، فإذا نحن بهزيز (٣) كهزيز الرحى قال : فأتيناه فلقينا النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما شأنكم؟» فقلنا : يا رسول الله تعاررنا من الليل فأتينا مضجعك ، فلم نرك فيه ، فشق ذلك علينا فخشينا أن يكون قد عضّتك هامة أو سبع قال : فقال :
«أتاني آت من ربي عزوجل فخيّرني أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة ، فاخترت الشفاعة» ، فقلنا : يا رسول الله اجعلنا ممن يشفع له ، فقال : «أنتم ـ يعني ـ ممن أشفع له» ، قلنا : أفلا نبشر الناس بها ـ يعني؟ قال : «فبشر الناس وابتدروا الرجال» فلما كثر على رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «هي لمن مات لا يشرك بالله شيئا» [٣٦٨٠].
قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث الحكم بن هشام عن عبد الملك بن عمير ، وهو حديث غريب ما سمعناه إلّا منه ، والحكم بن هشام رجل من أهل الكوفة كان يتجر إلى الشام وهو ثقة ، كذلك حدّثنا الإصطخري ، عن عباس ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : الحكم بن هشام كوفي ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب ، نا عبد الله بن يوسف ، نا الحكم بن هشام ثقفي من آل أبي عقيل شامي ، هذا وهم ، وإنما هو كوفي ، كان يتردد إلى الشام.
قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن علي بن محمّد بن العباس ، أنا محمّد بن القاسم ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا سليمان ـ يعني ابن أبي شيخ ـ ، عن عبد الله بن صالح بن مسلم ، قال : كان الحكم بن هشام كوفيا يخرج إلى دمشق يأخذ عطاءه فيما هناك ثم يرجع إلى الكوفة.
__________________
(١) عرس القوم : نزلوا في السفر ، في آخر الليل للاستراحة.
(٢) التعارّ : السهر ، والتقلب على الفراش ليلا مع كلام. (القاموس).
(٣) الهزيز : الصوت ودويّ الريح وتردد صوت الرعد.