معاوية صريحاً في مراسيمه حيث قال : « فلا تدعو خبراً يرويه أحد من الناس بأبي تراب أو بأهل بيته ، الا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ». [ راجع شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج ٣ ص ٥٩٥ تحقيق حسن تميم ] ، وهذا يُعني أن معاوية وعماله وأركان دولته قد قادوا عملية الوضع على رسول الله ، وأغرق معاوية وعماله الرواة بالعطايا والصلات ، وانشقت الأرض عن الألوف من الرواة فجأة فرووا عشرات الألوف من أحاديث الفضائل التي لم يقلها الرسول ولم ينزل بها الله سلطاناً انما هي محض اختلاق لارغام انوف بني هاشم كما يقول ابن نفطويه. [ راجع المرجع السابق ، وكتاب الأحاديث للمدائني ] ، وبعد أن تجمعت له تلك السيول الجارفة من الروايات امر معاوية بكتابتها وإشاعتها ، وروايتها بين الناس وفرض على العامة والخاصة حفظها ، والعمل بها ، ولاح لمعاوية ولأركان دولته بأنهم قد احتاطوا للمستقبل ، وهدموا مجد آل محمد وأهل بيته ، وجردوهم من مكانتهم وكافة فضائلهم ، أو على الأقل ضيعوا فضائل آل محمد وأهل بيته ، وسط هذا المحيط المترامي الأطراف من الفضائل. ومن غرائب هذا الحملة أن الرواة قد اكتشفوا بأن فضيلة الطهارة خاصة بأهل بيت النبوة ولا يمكن انتزاعها منههم لانها مثبتة بالقرآن الكريم ، فتفتقت عبقريات الرواة عن حديث يخص أعداء الله « بالطهارة والزكاة »!!! وتفصيل ذلك أن رسول الله لعن نفراً معيناً من المسلمين كالحكم بن العاص ، ومعاوية نفسه ، وأباه وغيرهم وشاع أمر لعن الرسول لهذه النفر بشكل لا يمكن إنكاره أو التنكر له ، وعالجت طواقم رواة معاوية هذا الأمر على الصيغة التالية : « بأن الرسول بشر يتكلم في الغضب والرضى وأثناء غضبه كان قد لعن بعض الصحابة « الحكم بن العاص » عدو الله ورسوله ، ولما سكن عنه الغضب سأل الله أن يجعل هذا اللعن زكاة وطهوراً لمن بدرت منه بحقهم!! واستجاب الله ، فصار عدو الله الحكم بن العاص زاكياً ومطهراً وأولى بالخلافة من الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وابنا النبي لماذا لأنهما مطهرين فقط ، اما الحكم بن العاص فهو « زاكي ومطهر » وأما ولي الله بالنص ، وإمام المتقين بالنص ، وفارس الإسلام ، وأعلم الناس بأحكامة فهو « ملعون » حاشاه حسب قوانين معاوية ، لذلك من واجب الرعية كلها ان تلعنه على المنابر ، وفعلاً لعنه