لقد ذكر البغوي في معالم التنزيل ج ٤ ص ٤٤٤ والزمخشري في الكشاف ج ٤ ص ٦ والرازي في التفسير الكبير ج ٢٧ ، والقرطبي في تفسيره ج ١٦ ص ١٠٥ والنسفي بهامش تفسير الخازن ج ٤ ص ١٠٨ وتفسير الخازن ج ٤ ص ١٠٩ وابن كثير في تفسيره ج ٤ ص ١٢٤ وتفسير أبي السعود ج ٨ ص ٥٢ بأن هذه الاية بخصوص نزول عيسى بن مريم ، وقال مثل ذلك مجاهد تفسير مجاهد ج ٢ ص ٥٨٣ وإلى هذا أشار السيوطي في الدر المنثور ج ٦ ص ٢٠ ، وقال أخرجه ابن حنبل وابن أبي حاتم ، والطبراني وابن مردويه وسعيد ين منصور عن ابن عباس.
وقال الكنجي الشافعي في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان ص ٥٢٨ : « قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل : ( انه لعلم للساعة ) هو المهدي يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون قيام الساعة وإماراتها ».
وتجد مثل ذلك في الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٦٢ ونور الأبصار للشبلنجي الشافعي ص ١٨٦ ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج ٢ ص ١٢٦ باب ١٥٩.
وقد ذكر القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع ج ٣ ص ٧٦ باب ٧١ الكثير من الآيات التي فسرها أئمة أهل بيت النبوة بالأمام المهدي وظهوره ، [ راجع المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي ص ٢١ ـ ٢٥ ]. ومن يمعن النظر يجد أن في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي حملت وعوداً إلهية دنيوية ، وربُط تحققها بتوافر ظروف موضوعية معينة ، وفق معايير خاصة لا تعرف إلا بالبيان النبوي ، ومن استعراض الحادثات التاريخية واستقراء الشرع الحنيف ، وما وصل إلينا من الآثار المروية عن الأئمة الأطهار من أهل بيت النبوة يتبين لنا أن الكثير من الوعود الإلهية الدنيوية مرتبط تحقيقها بعصر ظهور المهدي ، وقيادة هذا المهدي. فإذا ظهر الإمام المهدي وآلت قيادة الأمة إليه تبدأ عملية ترجمة الوعود الإلهية من النظر إلى التطبيق من الكلمة إلى الحركة ، لأن ظهور المهدي سيكون في آخر الزمان ، ومن أشراط قيام الساعة ومن المحال عقلا ان تقوم الساعة ولا ينفذ الله وعوده لأنه