وقد دلني ذلك منه ، نفعه الله تعالى ونفع به ، ووصل أسباب الخير بسببه ، على علو همته ، ووفور أريحيته ، وتوقد فكرته ، واتقاد فطنته ... وقد أذنت له أن يروي عني الكتاب المذكور ، وجميع ما يجوز لي وعني روايته ، من مصنفاتي وغيرها من منظوم ومنثور ، ومنقول ومعقول ومأثور ، بشرطه المعتبر ؛ عند أهل الأثر ، وكتب فلان بتاريخ كذا ...
صور من إجازات الأزهر العلمية في أواخر القرن التاسع عشر
من صور هذه الاجازات إجازة خطية طويلة عندي ، وهي التي كتبها الشيخ الباجوري للعالم الكبير الشيخ نافع الجوهري الخفاجي التلباني (١٢٥٠ ـ ١٣٣٠ ه ١٨٣٤ ـ ١٩١٢ م) ، وقد أثبتها في كتابي «بنو خفاجة وتاريخهم السياسي والأدبي (١)» فلا داعي لذكرها كاملة هنا ، وفي آخرها يقول الشيخ الباجوري : «أجزت المذكور بكل ما تجوز لي به الرواية ، وما تلقيت من أشياخي ـ ضاعف الله أجورهم رواية ودراية ، وبما لي من تأليف وتصنيف» .. والاجازة مذيلة بهذا التوقيع : الفقير إبراهيم الباجوري خادم العلم.
ومع هذه الإجازة صورة أخرى لرجاء من أساتذته الشيخ المبلط والشيخ البدري والشيخ علي محمد ، مرفوع إلى شيخ الجامع الأزهر لإعطاء «ولده الفقير نافع خفاجي تذكرة أسوة بأمثاله بإكرامه وعدم المعارضة له بطريق ما ، وإجازته بكل ما أفتي وما فعل».
ويلي ذلك إجازة شيخ الأزهر له ، وجاء فيها : «انتظم المذكور في سلك العلماء» وأخذ عن الشيوخ الموجودين في هذا العصر بعضا من العلوم ، ودأب في التحصيل فمنح دقائق المفهوم ، فأجازه أشياخه بما أخذ عنهم ، وتلقاه منهم ، ولما أراد الرجوع إلى وطنه ، التمس إجازته ، بما تجوز
__________________
(١) ج ٣ ص ١٠٥